فيعذبهم بغير ذنب أو يزيد على قدر ما يستحقون من العذاب. يعني أن تدميرهم كان عدلًا لأنهم استحقوه بأعمالهم).
وقوله تعالى:{وَيَاقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ}. أي يوم القيامة يوم يكثر فيه التنادي.
قال قتادة:(يوم ينادي أهل الجنة أهل النار: أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًا؟ وينادي أهل النار أهل الجنة:{أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ}[الأعراف: ٥٠]).
وقال ابن زيد:(يوم القيامة ينادي أهل الجنة أهل النار). وقيل:(ينادي الكافر فيه بالويل والثبور والحسرة).
وفي الصحيحين والمسند عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [إن اللَّه يدني المؤمن فيضَعُ عليه كَنَفَهُ ويستُره فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي ربّ، حتى قَرَّره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه قد هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فيُعطى كتاب حسناته. وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق:{هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}[هود: ١٨]] (١).
الحديث الثاني: أخرج الدارمي بسند صحيح عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: [إذا جمع اللَّه العباد بصعيد واحد، نادى مناد: يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون. ويبقى الناس على حالهم، فيأتيهم فيقول: ما بال الناس ذهبوا وأنتم هاهنا؟ فيقولون: ننتظر إلهنا. فيقول: هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرف إلينا عرفناه، فيكشف لهم عن ساقه فيقعون سجدًا، وذلك قول اللَّه تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ