قال قتادة:(لم يأتهم بذلك سلطان). وقال مجاهد:({إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ} قال: عظمة).
قال ابن جرير:(إن في صدورهم إلا عظمة ما هم ببالغي تلك العظمة لأن اللَّه مُذِلُّهم).
وقال ابن كثير:(أي: ما في صُدورهم إلا كبرٌ على اتباع الحق، واحتقارٌ لِمَنْ جاءَهم به، وليس ما يَرومُونه من إخماد الحق وإعلاء الباطل بحاصل لهم، بل الحقُّ هو المرفوع، وقولُهم وقصدُهم هو الموضوع).
أي: فاستعذ باللَّه -يا محمد- من شر الكفار، ومن مِثْل ما ابتلوا به من الكفر والكبر، فإن اللَّه هو السميع لدعائك ولما يقولون، البصير بعملك وما يعملون، وسيعلم الذين كفروا أي منقلب ينقلبون.
في هذه الآيات: تسفيهٌ لمنكري البعث بوضعهم أمام الحقيقة الكبيرة: أنّ خَلْقَ السماوات والأرض أكبر من خلق الناس لو كانوا يعلمون. وأنه كما لا يستوي الأعمى والبصير كذلك لا يستوي المؤمنون والكافرون. فالساعة آتية، والدعاء أمْرٌ من اللَّه لعباده ليفردوه التعظيم والعبادة، والمستكبرون في جهنم خالدون.
فقوله:{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ}. قال يحيى بن سلام:(هو احتجاج على منكري البعث، أي هما أكبر من إعادة خلق الناس فلم اعتقدوا عجزي عنها؟ ).