للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأحسن الصور، ورزقهم من الطيبات، لعلهم يفردونه بالعبادة والتعظيم، ويخلصون له الدين.

فقوله: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا}. امتنان منه سبحانه على عباده أن جعل لهم الليل يستريحون فيه من حركات السعي في المعايش في النهار، وجعل النهار مبصرًا مضيئًا ليناسب تحركهم في العمل والأسفار.

وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ}. قال ابن جرير: (يقول: إن اللَّه لمتفضل عليكم أيها الناس بما لا كفء له من الفضل).

وقوله: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}. أي: قليل من يقوم بواجب الشكر للَّه على آلائه وتلطفه ونعمه، كما قال سبحانه: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: ١٣].

وقوله: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}.

قال النسفي: (أخبار مترادفة، أي هو الجامع لهذه الأوصاف من الربوبية والإلهية وخلق كل شيء والوحدانية).

وقوله: {فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}. قال القرطبي: (أي كيف تنقلبون وتنصرفون عن الإيمان بعد أن تبينت لكم دلائله).

وقوله تعالى: {كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}.

قال ابن كثير: (أي: كما ضَلَّ هؤلاء بعبادة غير اللَّه، كذلك أُفِكَ الذين من قبلهم فَعَبدوا غيره بلا دليل ولا برهان، بل بمجرَّدِ الجهل والهوى، وجحدوا حُجج اللَّه وآياته).

وقوله: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً}.

قال القاسمي: ({قَرَارًا} أي: تستقرون عليها وتسكنون فوقها {وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} أي مبنية مرفوعة فوقكم بغير عمد ترونها لمصالحكم وقوام دنياكم).

وقوله: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ}. أي: خلقكم في أحسن صورة، فجعل كل عضو في مكان يليق به، ليتم الانتفاع بها، فتستدلوا بذلك على كمال حكمته، فيدعوكم ذلك إلى القيام بشكره والاعتراف بفضله وتعظيمه وحده لا شريك له.

<<  <  ج: ص:  >  >>