قال القرطبي:({وَعَلَيْهَا} يعني الأنعام في البر {وَعَلَى الْفُلْكِ} في البحر {تُحْمَلُونَ (٨٠) وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ}؟ أي آياته الدالة على وحدانيته وقدرته). قال ابن كثير:({فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ}؟ أي: لا تقدرون على إنكار شيء من آياته، إلا أن تُعانِدوا وتُكابِروا).
في هذه الآيات: يقول جل ذكره: أفلم يسر يا محمد هؤلاء المجادلون من مشركي قومك في البلاد فإنهم أهل سفر إلى الشام واليمن، رحلتهم في الشتاء والصيف، فينظروا ما حلّ بمن كفر من الأمم قبلهم مع أنهم كانوا أكثر عددًا وأشد بطشًا فما أغنت عنهم قوتهم وأموالهم من بأس اللَّه إذ عاندوا المرسلين، وجحدوا آيات الوحي المبين، سنة اللَّه التي قد خلت في عباده بأن الهلاك على الكافرين.
وعن مجاهد:({وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ} المشي بأرجلهم).
وعن السدي:({فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} قال: فَرِحُوا بما عندهم من العلم بجهالتهم، فأتاهم من بأس اللَّه تعالى ما لا قِبَل لهم به). قال مجاهد:(قالوا: نحن أعلمُ منهم، لن نُبْعَثَ ولن نُعَذَّب). قال ابن جرير:({فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}: فلما جاءهم بأسنا وسطوتنا لم يغن عنهم ما كانوا يعملون من البيوت في الجبال ولم يدفع عنهم ذلك شيء ولكنهم بادوا جميعًا وهلكوا).
وقوله:{وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}. أي أحاط بهم ما كانوا يستبعدون وقوعه وينكرونه.