وإسراعه إلى العجب والكبر والشرك إذا أصابه نعيم أو ما يَسُرّ.
فقوله: {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ}. قال ابن زيد: (لا يمل).
وقوله: {وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ}. قال السدي: (قانط من الخير).
والمعنى: لا يمل الإنسان من دعاء ربه بالخير من مال وصحة ورفاهية وسرور، وإن مسه الشر من بلاء أو فقر أو ضيق أو ألم سارع إلى اليأس والقنوط وظن أنه ليس بعد هذا الشر من خير.
وقوله: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي}. قال مجاهد: (أي بعملي: وأنا محقوق بهذا).
وقوله: {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً}. أي: وما أحسب القيامة قائمة يوم تقوم.
وقوله: {وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى}. قال السدي: (غنى). وقيل: الجنة.
قال ابن جرير: (يقول: وإن قامت أيضًا القيامة ورددت إلى اللَّه حيًا بعد مماتي {إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى} يقول: إن لي عنده غنى ومالًا).
قال ابن كثير: ({وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً}، أي يكفر بقيام الساعة لأجل أنه خُوّل نعمة يفخر ويبطَر ويكفُر، كما قال تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: ٦ - ٧]. {وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى}، أي: ولئن كان ثَمَّ معادٌ فَلَيُحْسِنَنَّ إليَّ ربِّي، كما أحسن إليَّ في هذه الدار، يتمنى على اللَّه -عز وجل- مع إساءته العملَ وعدم اليقين).
وقوله: {فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا}. قال القرطبي: (أي لنجزينهم. قسم أقسم اللَّه عليه).
وقوله: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ}. أي أليم شديد لا يفتر عنهم.
وقوله: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ}. قال السدي: (يقول: {أَعْرَضَ}: صد بوجهه {وَنَأَى بِجَانِبِهِ}، يقول: تباعد). قال النسفي: (هذا ضرب آخر من طغيان الإنسان إذا أصابه اللَّه بنعمة أبطرته النعمة فنسي المنعم وأعرض عن شكره {وَنَأَى بِجَانِبِهِ} وتباعد عن ذكر اللَّه ودعائه أو ذهب بنفسه وتكبر وتعظّم، وتحقيقه أن يوضع جانبه موضع نفسه لأن مكان الشيء وجهته ينزل منزلة نفسه).