في هذه الآيات: انتصارٌ من اللَّه تعالى لهذا القرآن العربي المبين، وبيان سنته تعالى في إهلاك المكذبين للرسل المعاندين للوحي الكريم.
فقوله تعالى:{حم} كسابقه في أوائل السور التي ابتدأت بمثل هذه الحروف المقطعة، والتي تحمل معنى التحدي والإعجاز، ثم يأتي بعدها مباشرة ذكر الكتاب ليكون انتصارًا لهذا القرآن.
وقوله تعالى:{وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} أي البيِّن الجلي في ألفاظه ومعانيه وآفاقه. قال قتادة:(مبين واللَّه بركته، وهداه ورشده).
وهذه الآية استدل بها أهل البدعة زمن الإمام أحمد على قضية مبتدعة وهي مسألة خلق القرآن، قالوا: فالمجعول مخلوق. فقارعهم أهل العلم كاشفين جهلهم بلغة العرب. فإن "جعل" -في كلام العرب- إن تعدى إلى مفعول واحد كان بمعنى خلق، وإذا تعدّى إلى مفعولين لم يكن بمعنى خلق، وإنما يفيد التحويل.