للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (٦٨) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (٦٩) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (٧٠) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٧١) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧٢) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (٧٣)}.

في هذه الآيات: تخويفُ اللَّه تعالى عباده يوم القيامة يوم يخزي اللَّه المجرمين، ويتخلى الأخلاء عن بعضهم إلا المتقين، فهم في سعادة وسرور يتنعّمون في روضات الجنات آمنين.

فقوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}.

قال ابن كثير: (يقول تعالى: هل ينتظرُ هؤلاء المشركون المكذبون للرسل {إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}، أي: فإنها كائنة لا محالةَ وواقعةٌ، وهؤلاء غافلون عنها غير مستَعِدِّين. فإذا جاءت إنما تجيء وهم لا يشعرون بها، فحينئذ يندمونَ كلَّ الندم، حيث لا ينفَعُهم ولا يدفَعُ عنهم).

وقوله تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}.

قال ابن عباس: (فكل خُلَّة هي عداوة إلا خُلَّة المتقين). وقال مجاهد: (فكل خُلّة على معصية اللَّه في الدنيا متعادون).

والأخلاء: جمع خليل. والمقصود: إنه ستنقطع في ذلك اليوم كل صداقة وصحابة وخلة كانت بين المتخالين في غير ذات اللَّه، وستنقلب عداوة ومقتًا إلا خلة المتحابين في اللَّه فإنها الخلة الباقية.

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [إنَّ اللَّه يقول يوم القيامة: أَيْنَ المتحابُّون بِجَلالي، اليوم أَظِلُّهم في ظِلِّي، يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظِلِّي] (١).

وقوله تعالى: {يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ}.

قال النسفي: (هو حكاية لما ينادى به المتقون المتحابون في اللَّه يومئذ).

وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [يُنادي


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٥٦٦) - كتاب البر والصلة. باب فضل الحب في اللَّه تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>