ما تتمناه النفس من طيب الطعم والريح وما تلذ به الأعين من حسن المنظر، في نعيم دائم لا يزول.
قال سعيد بن جبير:({وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ} النظر إلى اللَّه عز وجل).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:[قال اللَّه عز وجل: أعْدَدْت لعبادي الصالحين ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ على قلبِ بشر](١).
قال ابن جرير:(يقال لهم: وهذه الجنة التي أورثكموها اللَّه عن أهل النار الذين أدخلهم جهنم بما كنتم في الدنيا تعملون من الخيرات).
وقوله تعالى:{لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ}. أي: ولكم من جميع أنواع الفاكهة ما تختارون، لتتم عليكم بذلك النعمة بعد تلذذكم بالطعام والشراب.
قال ابن عباس:({لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ}: هي الثمار كلها، رطبها ويابسها).
في هذه الآيات: شقاءُ المجرمين في نار جهنم نار الجحيم، فلا يُفَتَّرُ عنهم العذاب ولا يموتون فيستريحون، ونادوا خازن النار ليتوسط لهم إلى ربّه في القضاء عليهم فأجابهم بأنهم ماكثون، فقد كانوا على الكفر باللَّه والمكر بالحق وأهله يصبحون ويمسون، فها هو اليوم الذي كانوا يوعدون.
(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٢٨٢٤) - كتاب الجنة، وصفة نعيمها وأهلها.