للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما أهل الكفر والاستكبار والاستهزاء بالساعة والحساب، فسينالهم أشد الخزي وأسوأ العقاب.

فقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ}. أي: الجنة. قال ابن جرير: (يعني في جنته برحمته).

وفي الصحيحين والمسند من حديث أبي هريرة مرفوعًا: [قال اللَّه تبارك وتعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي] (١).

وقوله: {ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ}. أي: ذلك هو الظفر البين الواضح والفوز الكبير.

وقوله: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ}.

قال ابن كثير: (أي: يقال لهم ذلك تقريعًا وتوبيخًا: أما قُرِئت عليكم آيات الرحمن فاستكبرتم عن اتباعها، وأعرضتم عند سماعها).

وقوله: {وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ}. قال القرطبي: (أي: مشركين تكسبون المعاصي).

وقوله: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ}.

أي: وإذا قال المؤمنون لهؤلاء المشركين إن وعد اللَّه بالجزاء حق والساعة آتية لا شك في وقوعها قلتم أي شيء الساعة، أحق هي أم باطل؟ !

وقوله: {إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا}. قال المُبَرِّد: (-التقدير-: إن نحن إلا نظن ظنًا).

والمعنى: قالوا: إن نتوهم وقوعها إلا توهّمًا، أي مرجوحًا لا يقين فيه.

وقوله: {وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ}. أي: وما نحن بمتأكدين ولا بمتحققين من أمر الساعة، وإنما الغالب في ذلك الظن.

وقوله: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا}. قال القاسمي: (أي قبائح أعمالهم، أو عقوبات أعمالهم السيئات).

وقوله: {وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}. قال النسفي: (ونزل بهم جزاء استهزائهم).


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٨٥٠) - كتاب التفسير، وأخرجه مسلم (٢٨٤٦)، وأحمد (٢/ ٤٥٠)، والترمذي (٢٥٦١)، وابن حبان (٧٢) - في أثناء حديث طويل.

<<  <  ج: ص:  >  >>