في هذه الآيات: ثناءُ اللَّه تعالى على نفسه وكتابه، وخلقه السماوات والأرض بالحق والكفار في غفلة عن أمره، وتقريع اللَّه المشركين في عبادتهم آلهة ضعيفة من دونه.
فقوله تعالى:{حم} - مفهومه التحدي والإعجاز، شأن الحروف المقطعة التي سبقت في أوائل بعض السور. أي: هذا القرآن من جنس هذه الأحرف، ومع ذلك لا يستطيع أحد مهما أوتي من البلاغة والفصاحة أن يعارضه بمثله.
وقوله تعالى:{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} -انتصار لهذا القرآن وثناء عليه، فهو الكتاب المعجز المنزل من اللَّه العزيز في انتقامه من أعدائه، الحكيم في تدبيره وشرعه وقدره.
وقوله:{مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ}. قال ابن جرير:(ما أحدثنا السماوات والأرض فاوجدناهما خلقًا مصنوعًا، وما بينهما من أصناف العالم إلا بالحق. يعني: إلا لإقامة الحق والعدل في الخلق).