للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاد: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}] (١).

الحديث الثالث: أخرج أحمد في المسند بسند صحيح عن عائشة: [أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا رأى ناشئًا في أفق من آفاق السماء، تَرَك عمله وإن كان في صلاته، ثم يقول: اللهمّ، إني أعوذُ بك من شرّ ما فيه. فإن كشفه اللَّه حمد اللَّه، وإن أمطَرَت قال: اللهم صيبًا نافعًا] (٢).

الحديث الرابع: خرّج مسلم في صحيحه عن ابن عباس، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: [نُصِرْتُ بالصَّبا، وأُهْلِكَت عَادٌ بالدَّبُور] (٣).

والصَّبا: ريح الشمال، والدّبور: ريح الجنوب.

٢٦ - ٢٨. قال تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٢٦) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٧) فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٢٨)}.

في هذه الآيات: الخطاب لقريش ليعلموا أن الأمم السالفة التي أهلكها اللَّه بكفرها كانوا أشد منهم في البنيان والحصون، وأكثر منهم في الأموال والأولاد، فلم يزكوا نعمة الأسماع والأبصار والأفئدة فنزل بهم العذاب وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. وكذلك القرى التي حول مكة ممن أهلك اللَّه أهلها ما نفعتهم آلهتهم وما كانوا يفترون.

فقوله: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ}. قال قتادة: (أنبأكم أنه أعطى القوم ما لم يعطكم). أي: لقد مكَّنَ اللَّه الأمم السالفة في الدنيا من الأموال والأجسام والحصون والأولاد ما لم يعط قريشًا مثله.


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٨٩٩) ح (١٥) - كتاب صلاة الاستسقاء. وانظر سنن أبي داود (٥٠٩٨)، (٥٠٩٩)، وسنن الترمذي (٣٢٥٤).
(٢) حديث صحيح. أخرجه أحمد في المسند (٦/ ١٩٠)، وله شواهد كثيرة.
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٩٠٠) - كتاب صلاة الاستسقاء. باب في ريح الصبا والدبور.

<<  <  ج: ص:  >  >>