وفي الصحيحين والمسند عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [إنّ اللَّه تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لَبَّيْك رَبَّنا وسَعْدَيك، فيقول: هل رضيتُمْ؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لمْ تُعْطِ أحدًا مِنْ خلقِك؟ فيقول: أنا أعطيكم أَفْضَل من ذلك، قالوا: يا ربِّ وأيُّ شيءٍ أفضلُ من ذلك؟ فيقول: أُحِلُّ عليكم رِضواني فلا أسخَطُ عليكم بَعْدَهُ أبدًا](١).
وقوله:{كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ}. أي: فهل يستوي أصحاب النعيم وأهل الجحيم، أصحاب المنازل والدرجات وأهل الهوي في الدركات. قال الفرّاء:(المعنى: أفمن يخلد في هذا النعيم كمن يخلد في النار). وقال الزجاج:(أي: أفمن كان على بينة من ربه وأعطي هذه الأشياء كمن زُيِّنّ له سوء عمله وهو خالد في النار). وقال ابن كيسان:(مثل هذه الجنة التي فيها الثمار والأنهار كمثل النار التي فيها الحميم والزقوم؟ ! ومثل أهل الجنة في النعيم المقيم كمثل أهل النار في العذاب المقيم؟ ! ).
وقوله:{وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا}. أي: حارًا شديد الحرارة والغليان، يشوي الوجوه والأمعاء ويمزق الأبدان.
وقوله:{فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ}: أي: فَمَزَّقَ بِغَلَيانه وَفَوَرانه الأمعاءَ والأحشاءَ، عياذًا باللَّه من حال أهل النار.