قال ابن عباس:(السائق من الملائكة، والشهيد شاهد عليه من نفسه).
وقال الضحاك. (السائق الملك، والشهيد العمل). وقيل: ملك يسوقُه إلى المحشر، وملك يشهد عليه بأعماله.
وفي صحيح مسلم عن أنس قال:[كنا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فضحك، فقال: هل تدرون ممَّ أضحك؟ قال: قلنا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: من مخاطبة العبد ربَّه يقول: يا رب ألم تجرني من الظلم؟ فيقول: بلى. فيقول: إني لا أجيز على نفسي إلا شاهدًا مني. فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدًا، وبالكرام الكاتبين شهودًا، فيخْتَمُ على فيه، ويقال لأركانه انْطقُي، فتنطق بأعماله، ثم يُخَلَّى بينه وبين الكلام، فيقول: بعدًا لكن وسحقًا فعنكن كنت أناضل](١). أي أجادل وأدافع وأخاصم.
أي: لقد كنت في غفلة من هذا الذي عايَنْتَ اليوم أيها الإنسان من الأهوال والشدائد، فكشفنا عنك غطاءك فجلينا ذلك لك وأظهرناه لعينيك حتى رأيته وعاينته فزالت الغفلة عنك، فانت اليوم نافذ البصر تبصر بقوة كالحديد، فأنت اليوم في أرض المحشر وقد صار عالم الغيب ذلك أمامك عالم شهادة.
قال ابن عباس:({فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ} قال: الحياة بعد الموت). وقال قتادة:(عاين الآخرة).
(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٨/ ٢١٧). كتاب التوبة وقبولها وسعة رحمة اللَّه وغير ذلك. باب: في شهادة أركان العبد يوم القيامة بعمله. وانظر مختصر صحيح مسلم (١٩٣٣).