أي: يقال لهم: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} قال مجاهد: (حريقكم). وقال قتادة:(ذوقوا عذابكم). وقال ابن عباس:(تكذيبكم). قال ابن جرير:({هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ}: هذا العذاب الذي توفونه اليوم هو العذاب الذي كنتم به تستعجلون في الدنيا). وإنما يقال لهم ذلك تقريعًا وتوبيخًا وتحقيرًا وتصغيرًا.
في هذه الآيات: نَعْتُ حال المتقين، في جنات النعيم، فلقد كانوا في جهاد وبذل وقيام، واستغفار بالأسحار والناس نيام. وتنبيه اللَّه تعالى عباده على آيات في الآفاق وفي أنفسهم، وسنن الرزق الذي ضمن وصوله إليهم.
فقوله تعالى:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}. قال ابن جرير:(إن الذين اتقوا اللَّه بطاعته واجتناب معاصيه في الدنيا في بساتين وعيون ماء في الآخرة).
وقوله:{آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ}. قال ابن عباس:(أي عاملين بالفرائض). وعن الضحاك:({آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ}: أي ما أعطاهم من الثواب وأنواع الكرامات). ونصب {آخِذِينَ} على الحال من قوله: {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} مما يرجح أن المراد: المتقون في حال كونهم في الجنات والعيون آخذون ما آتاهم ربهم من النعيم والسرور والغبطة. وهو اختيار ابن كثير، واللَّه تعالى أعلم.
وقوله:{إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ}. قال ابن عباس:(المعنى كانوا قبل أن يفرض عليهم الفرائض محسنين في أعمالهم). وقال القرطبي:({إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ} أي قبل دخولهم الجنة في الدنيا {مُحْسِنِينَ} بالفرائض).