عَلِيمٍ}، ولا شك أن البشارة تشملها لأن الولد منهما، ومع ذلك فكل منهما كما سبق مبشر بغلام عليم: أي يبلغ ويكمل علمه.
وقوله:{فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ}. قال ابن عباس:(في صيحة). وقال قتادة:(أي أقبلت في رنة). والمقصود: أقبلت في صَرْخَة وعَيْطة ورنة من العجب.
وقوله:{فَصَكَّتْ وَجْهَهَا}. قال ابن عباس:(لطمت). وقال السدي:(لما بشَّر جبريل سارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، ضربت جبهتها عجبًا). وقال سفيان:(وضعت يدها على جبهتها تعجبًا). والمقصود: ضربت بيدها على جبينها تعجبًا، كما تتعجَّبُ النساء من الأمر الغريب.
وقوله:{وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ}. قال الضحاك:(لا تلد). أي: كيف ألد وأنا عجوز، وقد كنت في حال الصِّبا عقيمًا لا أحبَلُ؟ والعقيم: التي لا تلد.
وقوله:{قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ}. أي: فلا تشكّي في أمر اللَّه وبشارته.
وقوله:{إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ}. أي: إنه -تعالى- هو الحكيم في تصريفه شؤون خلقه، العليم بمصالحهم وما تستحقونه أنتم أهل البيت من الكرامة.
في هذه الآيات: قصة إهلاك قوم لوط المجرمين، ونجاة لوط ومن معه من المؤمنين، وجعل اللَّه تعالى ذلك آية للذين يخافون العذاب الأليم.
فقوله تعالى:({قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ}. أي: فما شأنكم أيها المرسلون. قال النسفي: (أي فما شأنكم وما طلبتكم وفيم أرسلتم {أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ} أرسلتم بالبشارة خاصة أو لأمر آخر أو لهما).
وقوله تعالى:{قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ}. يعنون قوم لوط، الذين أجرموا لكفرهم باللَّه وإصرارهم على استباحة ما يسخطه.