للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ١٦. قوله تعالى: {وَالطُّورِ (١) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (٤) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (٥) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (٧) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (٨) يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (٩) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (١٠) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١١) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (١٢) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (١٣) هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (١٤) أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (١٥) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٦)}.

في هذه الآيات: يُقسم اللَّه تعالى ببديع مخلوقاته الدالة على عظمته وقدرته وجبروته أن عذابه واقع بالكافرين، يوم تمور السماء وتسير الجبال وتُحضر جهنم أمام أبصار المجرمين، فيقال لهم: اصلوها فالصبر وعدمه سواء إنما هذا جزاء المستكبرين.

فقوله تعالى: {وَالطُّورِ}. قال مجاهد: (الجبل بالسريانية). قال ابن كثير: (فالطُّور هو: الجبلُ الذين يكونُ فيه أشجارٌ، مثل الذي كَلَّمَ اللَّه عليه موسى، وأرسل منه عيسى. وما لم يكن فيه شجرٌ لا يسمى طورًا، إنما يقال له: جبلٌ).

وقوله تعالى: {وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ}. قال مجاهد: (صحف). وقال قتادة: (المسطور: المكتوب).

قال القرطبي: ({وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} أي مكتوب، يعني القرآن يقرؤه المؤمنون من المصاحف، ويقرؤه الملائكة من اللوح المحفوظ، كما قال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} [الواقعة: ٧٧ - ٧٨]. وقيل: يعني سائر الكتب المنزلة على الأنبياء).

وقوله تعالى: {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ}. قال مجاهد: (الرقّ: الصحيفة). والمنشور:

<<  <  ج: ص:  >  >>