وقوله تعالى:{فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}. تهديد ووعيد لكفرة قريش ومن سار على منهاجهم.
وقوله تعالى:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}. أي: ولقد سهلنا القرآن للادّكار والاتعاظ بما صرفنا فيه من الوعد والوعيد والمواعظ الكثيرة.
في هذه الآيات: إِخْبَارٌ من اللَّه جَلَّ وعزَّ عن تكذيب ثمود نبيهم صالحًا -عليه الصلاة والسلام-، وتطاولهم على الناقة بعقرها حتى نزل بهم من اللَّه الانتقام، وقد جعل اللَّه قصة إهلاكهم عبرة تتعاقب نقلها الأجيال على مر العصور والأزمان.
فقوله تعالى:{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ}. قال القرطبي:(هم قوم صالح كذبوا الرسل ونبيهم، أو كذبوا بالآيات التي هي النذر).
وقوله تعالى:{فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ}. قال ابن كثير:(يقولون: لقد خِبْنا وخَسِرنا إن سَلَّمنا كُلُّنا قيادَنا لواحدٍ منا! ). قال النسفي:({إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} كأن يقول إن لم تتبعوني كنتم في ضلال عن الحق وسعر ونيران -جمع سعير- فعكسوا عليه، فقالوا: إن اتبعناك كنا إذن كما تقول. وقيل: الضلال الخطأ، والبعد عن الصواب. والسعر: الجنون). وقال قتادة:({إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ}: في عناء وعذاب). أو قال:(في ضلال وعناء).
وقوله:{أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا}. استفهام بمعنى الإنكار. أي: أخُصِّص بالرسالة من بيننا وفي آل ثمود من هو أكثر منه مالًا وأحسن حالًا.
وقوله:{بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ}. أي بل هو كذاب بطر متكبر، حمله بطره وحرصه