في هذه الآيات: إثباتُ وقعة القيامة، ونَعْتُ أهوال هذه الطامة، ووصف أصناف الناس في ورودهم وما هم عليه من الحال، فهم السابقون وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال.
فقوله تعالى:{إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ}. أي: إذا نفخ في الصور وقامت القيامة. قال الضحاك:({إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ}: يعني الصيحة). قال ابن عباس:(الواقعة والطامة والصاخة، ونحو هذا من أسماء القيامة، عظَّمَهُ اللَّه، وحذّره عباده).
قال ابن كثير:(الواقعة: من أسماء يوم القيامة، سُمِّيت بذلك لتحقّق كونِها ووجودِها، كما قال تعالى:{فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ}[الحاقة: ١٥]).
وقوله تعالى:{لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ}. قال قتادة:(أي ليس لها مثنوية، ولا رجعة، ولا ارتداد). والكاذبة مصدر كالعاقبة والعافية.
والمقصود: ليس لحدوثها مانع يمنع وقوعها، ولا صارف يصرفها، ولا دافع يدفعها.