للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية: ٢٤]. وقيل: هو خطاب لمن هو في النزع، أي إن لم يك ما بك من اللَّه فهلّا حفظت على نفسك الروح).

وقوله: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ}. أي بالقدرة والعلم والرؤية. وقيل: بملائكتنا.

قال ابن جرير: (يقول: ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم).

وقوله: {وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ}. أي: لا ترون حضور هؤلاء الملائكة. وقال النسفي: ({وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ}: لا تعقلون ولا تعلمون). أي قرب قدرة اللَّه ورؤيته.

وفي سنن ابن ماجة بسند صحيح عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [الميِّتُ تَحْضُرُه الملائكة. فإذا كان الرجل صالحًا، قالوا: اخْرُجي أيتها النفس الطيِّبة! كانت في الجسد الطيِّب. . . . وإذا كان الرجل السوء قال: اخرُجي أيتها النفس الخبيثة! كانت في الجسد الخبيث] الحديث (١).

وقوله تعالى: {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَهَا}. أي: فهلّا أرجعتم هذه الروح إلى جسدها ومنعتم مغادرتها إن كنتم غير محاسبين بأعمالكم.

قال ابن عباس: ({غَيْرَ مَدِينِينَ}: يقول: غير محاسبين). وقال ابن زيد: (كانوا يجحدون أن يُدانوا بعد الموت، قال: وهو مالك يوم الدين، يوم يُدان الناس بأعمالهم، قال: يدانون: يحاسبون). وعن الحسن: ({فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} غير مبعوثين يوم القيامة، ترجعونها إن كنتم صادقين). وقال أيضًا: (غير مصدقين أنكم تُدانون وتبعثون وتجزون، فَردُّوا هذه النَّفس). وعن مجاهد: ({غَيْرَ مَدِينِينَ}: غير مُوقنين). وقال ميمون بن مهران: (غير معذبين مقهورين).

وقوله: {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. قال القاسمي: (أي في أنكم غير مسوسين، مربوبين مقهورين).

٨٨ - ٩٦. قوله تعالى: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (٩١) وَأَمَّا إِنْ كَانَ


(١) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة (٤٢٦٢)، كتاب الزهد. انظر صحيح سنن ابن ماجة (٣٤٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>