للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبحمده" فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق الخلق] (١).

وقوله: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. أي: وهو العزيز الذي قد عزّ وغَلَب كل شيء، وقد خضع له كل شيء، {الْحَكِيمُ} في شأنه كله: في خلقه وقدره وقوله وفعله وشرعه.

وقوله تعالى: {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

أي: هو المالك -سبحانه- المتصرف بجميع خلقه في السماوات والأرض، وعنده خزائن المطر والنبات وسائر الرزق، يميت الأحياء في الدنيا ويحيي الأموات للبعث، بل كل موت وحياة بإذنه وأمره، {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

وقؤله: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ}.

{الْأَوَّلُ}: أي السابق للأشياء كلها. {وَالْآخِرُ}: أي الباقي بعد الأشياء كلها. {وَالظَّاهِرُ}: هو الذي ظهر فوق كل شيء وعلاه. {وَالْبَاطِنُ}: هو المحتجبُ عن أبصار الخلائق. قال البخاري: (قال يحيى: الظاهر على كل شيء علمًا، والباطن على كل شيء علمًا).

وفي صحيح مسلم عن سهيل قال: [كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول: اللهم رب السماوات ورب الأرض وربّ العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل ذي شرّ أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدَّين، وأغننا من الفقر. وكان يروي ذلك عن أبى هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-] (٢).

ورواه أحمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يدعو عند النوم: [اللهم رب. . .] وذكره.

وقوله: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. قال القاسمي: (أي تام العلم، فلا يخفى عليه شيء).


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٥٤٨)، وأحمد (٢/ ١٦٩ - ١٧٠)، وكذلك (٢/ ٢٢٥)، والبيهقي في "الأسماء" (٧٩). وانظر السلسلة الصحيحة (١٣٤).
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٧١٣)، ورواه أحمد في المسند (٢/ ٤٠٤)، وإسناد صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>