قال ابن كثير:(أي: أَخِفْتُم من استمرار هذا الحكم عليكم من وجوب الصدقة قبل مناجاة الرسول، {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}، فنسخ وجوب ذلك عنهم).
وعن ابن عباس:(قوله: {فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً}، ذلك أن المسلمين أكثرُوا المسائلَ على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى شقّوا عليه، فأراد اللَّه أن يخفف عن نبيِّه -عليه الصلاة والسلام- فلما قال ذلك ضَنَّ كثيرٌ من الناس وكَفُّوا عن المسالة، فأنزل اللَّه بعد هذا:{أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}، فَوَسَّعَ اللَّه عليهم ولم يُضَيِّق).
في هذه الآيات: ذمُّ اللَّه تعالى المنافقين، وتوعدهم العذاب المهين، وما أولادهم ولا أموالهم بالتي تمنع عنهم نار الجحيم، فلقد عظموا أهواءهم حتى استحوذ عليهم الشيطان الرجيم.
فقوله:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ} الآية. - إنكار من اللَّه تعالى على المنافقين موالاتهم للكفار في الباطن وهم لا معهم ولا مع المؤمنين.
قال قتادة:(هم المنافقون تولّوا اليهود وناصحوهم. {مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ} يقول: ليس المنافقون من اليهود ولا من المسلمين بل هم مذبذبون بين ذلك، وكانوا يحملون أخبار المسلمين إليهم). قال النسفي: ({مَا هُمْ مِنْكُمْ} يا مسلمون {وَلَا مِنْهُمْ} ولا من