للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ٥. قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ (٢) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (٣) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٤) مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (٥)}.

في هذه الآيات: تسبيحُ الخلائق جميعًا للَّه العزيز الحكيم، وإخراجُ يهود بنى النضير من ديارهم صاغرين، وذلكَ جزاءُ الكافرين الماكرين، وعَقْدُ اللَّه الثواب على قطع نخلهم أو تركهِ ليخزي الفاسقين.

فقوله: {سَبَّحَ لِلَّهِ}. أي صلى للَّه، وسجد لهُ وعظّمه {مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} من خلقه، كما قال تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: ٤٤].

وقوله: {وَهُوَ الْعَزِيزُ}. أي في انتقامهِ من أعدائهِ، مَنيعُ الجنابِ لا يعجزهُ شيء، {الْحَكِيمُ} في تدبير شؤون خلقه وفي قدره وشرعه.

وقوله: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ}.

أي: هو الذي أخرج الذين أنكروا نبوة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وحاولوا قتله {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} وهم يهود بني النضير أذلاء صاغرين من ديارهم إلى الشام فكانَ ذلكَ أول حشر في الدنيا إلى أرض المحشر والمنشر -الشام-. وأما تفصيل ذلكَ من صحيح السيرة:

<<  <  ج: ص:  >  >>