في هذه الآيات: تسبيحُ الخلائق جميعًا للَّه العزيز الحكيم، وإخراجُ يهود بنى النضير من ديارهم صاغرين، وذلكَ جزاءُ الكافرين الماكرين، وعَقْدُ اللَّه الثواب على قطع نخلهم أو تركهِ ليخزي الفاسقين.
فقوله:{سَبَّحَ لِلَّهِ}. أي صلى للَّه، وسجد لهُ وعظّمه {مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} من خلقه، كما قال تعالى:{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}[الإسراء: ٤٤].
وقوله:{وَهُوَ الْعَزِيزُ}. أي في انتقامهِ من أعدائهِ، مَنيعُ الجنابِ لا يعجزهُ شيء، {الْحَكِيمُ} في تدبير شؤون خلقه وفي قدره وشرعه.
أي: هو الذي أخرج الذين أنكروا نبوة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وحاولوا قتله {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} وهم يهود بني النضير أذلاء صاغرين من ديارهم إلى الشام فكانَ ذلكَ أول حشر في الدنيا إلى أرض المحشر والمنشر -الشام-. وأما تفصيل ذلكَ من صحيح السيرة: