في هذه الآيات: فضحُ اللَّه تعالى المنافقين، في شهادتهم وأيمانهم الكاذبة وهم يصدون عن سبيل اللَّه وعن رسوله الكريم، فلقد آمنوا ثم كفروا فهم لا يفقهون، ولهم أجساد مستوية وصور مهيبة وفصاحة في القول ولكن قلوبهم خاوية من الإيمان، ويحسبون كل صيحة عليهم من شدة جبنهم وخوفهم من أهل الإسلام، إنهم العدو الذي يجب الحذر منه فقاتلهم اللَّه من قوم لئام.
فقوله:{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ}. إِخْبَارٌ من اللَّه تعالى عن مجيء المنافقين إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يتفوّهون بالإسلام، ويشهدون بالرسالة للنبي عليه الصلاة والسلام، وليس الأمر كذلك في قلوبهم بل هم قوم منكرون. وقيل: معنى {نَشْهَدُ} نحلف، والأول أظهر.
وقوله:{وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ}. جملة اعتراضية ضرورية للسياق. قال القرطبي:({وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ} كما قالوه بألسنتهم).
وقوله:{وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}. قال ابن كثير:(أي: فيما أخبروا به، وإن كان مطابقًا للخارج، لأنهم لم يكونوا يَعْتقِدون صحة ما يقولون ولا صِدْقَهُ، ولهذا كَذَّبهم بالنسبة إلى اعتقادهم).
وقوله:{اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً}. أي استتروا بالأحلاف الكاذبة، والأيمان: جمع