في هذه الآيات: كَشْفُ استكبار المنافقين وزهدهم في نيل المغفرة وتوعُّد اللَّه لهم الحرمان من المغفرة والخذلان. وتقرير اللَّه تعالى أن العزة له ولرسوله وللمؤمنين وأن الذلة على القوم المنافقين اللئام.
فقوله:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ}. قال ابن جرير:(يقول تعالى ذكره: وإذا قيل لهؤلاء المنافقين: تعالوا إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يستغفر لكم {لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} يقول: حرّكوها وهزّوها استهزاء برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وباستغفاره).
وقوله:{وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ}. قال القرطبي:(أي يعرضون عن الرسول متكبرين عن الإيمان).