للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظلماتٌ يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم] (١).

وقوله: {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} الآية.

قال النسفي: ({إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} بنية وإخلاص، وذكر القرض تلطف في الاستدعاء {يُضَاعِفْهُ لَكُمْ} يكتب لكم بالواحدة عشرًا أو سبع مئة إلى ما شاء من الزيادة {وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ} يقبل القليل ويعطي الجزيل {حَلِيمٌ} يقيل الجليل من ذنب البخيل، أو يضعف الصدقة لدافعها ولا يعجل العقوبة لمانعها).

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [ينزلُ اللَّه تعالى في السماء الدنيا لِشَطْرِ الليل، أو ثلث الليل الآخر، فيقول: مَنْ يدعوني فأستجيب له! أو يسألني فأعْطِيَه! ثم يقول: مَنْ يُقْرِضْ غيرَ عديمٍ ولا ظلوم] (٢).

وقوله: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}. أي يعلم ما خفي من سرائر القلوب، وما انتشر من ظواهر الأمور والخطوب.

وقوله: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. أي الذي قهر بعزته وكبريائه كل شيء، والذي أتقن كل شيء فأحكم خلقه، فهو الحكيم في أقواله وأفعاله وقدره وشرعه وتدبيره.

تم تفسير سورة التغابن بعون اللَّه وتوفيقه، وواسع منّه وكرمه عصر السبت ٣ شوال ١٤٢٦ هـ الموافق ٥/ تشرين الثاني/ ٢٠٠٥ م

* * *


(١) حديث صحيح. رواه مسلم في الصحيح (٢٥٧٨) - كتاب البر والصلة، من حديث جابر.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٧٥٨) ح (١٧١) - كتاب صلاة المسافرين. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص (١٣١)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (٤٩٦). وأعدم الرجل -في لغة العرب- إذا افتقر، فهو معدوم وعديم وعدوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>