في هذه الآيات: تمجيدُ اللَّه تعالى نفسه فهو الخالق القادر العزيز الغفور، الذي خلق الموت والحياة والسماوات وَزَيَّنَها بالكواكب وجعل الشهب رجومًا للشياطين، وأعدّ عذاب السعير للكافرين.
فقوله:{تَبَارَكَ}. تفاعل من البركة. قال الحسن:(تقدّس). وقال ابن جرير:(تعاظم وتعالى). فهو تمجيد من اللَّه تعالى لنفسه الكريمة.
وقوله:{الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}. قال ابن عباس:(بيده الملك يُعِزُّ من يشاء ويُذِلّ من يشاء، ويحيي ويميت، ويُغني ويُفقِر، ويُعطي ويمنع). وقال محمد بن إسحاق:(له ملك النبوّة التي أعزّ بها من اتبعه وذلّ بها من خالفه). والمقصود: بيده سبحانه مُلك الدنيا والآخرة وسلطانهما، وأمره وقضاؤه نافذ فيهما، فتعالى اللَّه الملك القهار.
وقوله:{وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. قال القرطبي:(من إنعام وانتقام). والمعنى: أمره نافذ في كل شيء لكمال قهره وقدرته، فلا يعجزه شيء.
وقوله:{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}. قال قتادة:(أذلّ اللَّه ابن آدم بالموت، وجعل الدنيا دار حياة ودار فناء، وجعل الآخرة دار جزاء وبقاء). والمقصود: أوجد سبحانه الخلائق من العدم ليختبرهم أيهم أفضل عملًا. قال النسفي: