وقوله تعالى:{سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ}. أي: سنكويه على أنفه مهانة له، بعلامة يعرف بها إذلالًا له، ويبدو أن هذا الوعيد في الدنيا والآخرة.
فعن ابن عباس:({سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} فقاتل يوم بدر، فخطم بالسيف في القتال). وعن قتادة قال:(سنسم على أنفه. قال: شين لا يفارقه آخر ما عليه).
قال الزمخشري: (الوجه أكرم موضع في الجسد، والأنف أكرم موضع من الوجه، لتقدّمه له، ولذلك جعلوه مكان العز والحميّة، واشتقوا منه "الأنَفَة" وقالوا: الأنف في الأنف، وحمى أنفه، وفلان شامخ العرنين. وقالوا في الذليل: جدع أنفه، ورغم أنفه. فَعبّر بالوسم على الخرطوم عن غاية الإذلال والإهانة، لأن السمة على الوجه شين وإذالة، فكيف بها على أكرم موضع منه؟ قال: وفي لفظ {الْخُرْطُومِ} استخفاف به واستهانة، لأن أصل الخرطوم للخنزير والفيل. وقيل: سنعلمُه يوم القيامة بعلامة مشوّهة يبين بها عن سائر الكفرة، كما عادى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عداوة بان بها عنهم) انتهى.