في هذه الآيات: التنبيهُ ليوم القيامة بصيغة التفخيم، ولَفْتُ الانتباه إلى طغيان الأمم السابقة ونزول العذاب العظيم، واللَّه تعالى يجعل في ذلك الذكرى وهو العزيز الحكيم.
فقوله تعالى: {الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ}. قال ابن عباس:({الْحَاقَّةُ}: من أسماء يوم القيامة، عظّمه اللَّه، وحذّره عباده). وقال عكرمة:(الحاقة: القيامة). وقال قتادة:({الْحَاقَّةُ}: يعني الساعة، أحقت لكل عامل عمله). أو قال:(أحقت لكلّ قوم أعمالهم).
والمقصود:{الحَاقَّةُ} اسم من أسماء يوم القيامة كالصّاخة والطّامة والقارعة والواقعة. وسميت بذلك لأن الأمور تُحَقّ فيها، وفيها يتحقق الوعدُ والوعيد.
وقوله تعالى:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ}. استفهام يفيد شدّ الانتباه وتعظيم شأن المُسْتَفهم عنه. قال قتادة:({وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ}: تعظيمًا ليوم القيامة كما تسمعون). وقال سفيان بن عُيينة: (كل شيء قال فيه: {وَمَا أَدْرَاكَ} فإنه أُخبر به، وكل شيء قال فيه:"وما يُدريك" فإنه لم يُخبر به).
قال القرطبي: ({وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} أي: أيّ شيء أعلمك ما ذلك اليوم. والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-