للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ١٢. قوله تعالى: {الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (٣) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (٤) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (٦) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (٧) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (٨) وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (٩) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (١٠) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (١١) لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (١٢)}.

في هذه الآيات: التنبيهُ ليوم القيامة بصيغة التفخيم، ولَفْتُ الانتباه إلى طغيان الأمم السابقة ونزول العذاب العظيم، واللَّه تعالى يجعل في ذلك الذكرى وهو العزيز الحكيم.

فقوله تعالى: {الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ}. قال ابن عباس: ({الْحَاقَّةُ}: من أسماء يوم القيامة، عظّمه اللَّه، وحذّره عباده). وقال عكرمة: (الحاقة: القيامة). وقال قتادة: ({الْحَاقَّةُ}: يعني الساعة، أحقت لكل عامل عمله). أو قال: (أحقت لكلّ قوم أعمالهم).

والمقصود: {الحَاقَّةُ} اسم من أسماء يوم القيامة كالصّاخة والطّامة والقارعة والواقعة. وسميت بذلك لأن الأمور تُحَقّ فيها، وفيها يتحقق الوعدُ والوعيد.

وقوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ}. استفهام يفيد شدّ الانتباه وتعظيم شأن المُسْتَفهم عنه. قال قتادة: ({وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ}: تعظيمًا ليوم القيامة كما تسمعون). وقال سفيان بن عُيينة: (كل شيء قال فيه: {وَمَا أَدْرَاكَ} فإنه أُخبر به، وكل شيء قال فيه: "وما يُدريك" فإنه لم يُخبر به).

قال القرطبي: ({وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} أي: أيّ شيء أعلمك ما ذلك اليوم. والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-

<<  <  ج: ص:  >  >>