الثياب فوق الشعار. حكاه الرازي. وله في التفاسير أكثر من تأويل:
التأويل الأول: قيل المراد: (يا أيها المتدثر بثيابِه عند نومه).
قال ابن عباس: (قوله: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} قال: يا أيها النائم). وقال قتادة: (يقول المتدثر في ثيابه). وقال ابن جرير: (وذكر أن نبيَّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قيل له ذلك وهو متدثر بقطيفة). ثم روى عن إبراهيم -من التابعين- قوله: (كان متدثرًا في قطيفة).
التأويل الثاني: قيل بل المعنى: يا أيها المتدثر النبوة وأثقالها.
قال عكرمة: (دُثِّرت هذا الأمر فقم به). فيكون المعنى: يا مَنْ حُمِّلْتَ أعباء النبوة، وحُفِظْتَ وغُطيِّت بأمانة الوحي، قم فأنذر الناس عذاب اللَّه الشديد، وانهض إلى الأمة فأنقذها من مغبة الاسترسال بالشرك وتعظيم الشهوات وتجاهل الآخرة.
فقوله تعالى: {قُمْ فَأَنْذِرْ}. أي: قم من نومك فأنذر قومك عذابَ اللَّه الذي أشركوا به وعبدوا غيره. قال قتادة: (أي أنذر عذابَ اللَّه ووقائعه في الأمم وشدة نِقْمَتِه).
وقوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ}. أي: ورّبك فَعَظِّم دون غيره من الآلهة والأنداد والطواغيت.
وقوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}. قال ابن عباس: (لا تلبسها على معصية ولا على غدرة. قال: وثيابك فَطَهِّرْ من الإثم. قال: نَقِّ الثياب في كلام العرب).
وقال: (لا تكن ثيابُكَ التي تلبس من مكسب غيرِ طائب). وقال مجاهد: (عملك فأصلح).
فيكون المعنى: أي نَقِّ سريرتك وَصَفِّها للَّه، وأطِبْ كسبك ومطعمك، وطهر الداخل والخارج.
وقوله تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}. قال مجاهد: (الأوثان). وقال الضحاك: (يقول: اهجر المعصية).
وقوله تعالى: {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}. قال ابن عباس: (لا تعط عطية تلتمس بها أفضل منها). وقال الحسن: (لا تمنن تستكثر عملك الصالح). أي لا يكثر عملك في عينك فتمنن على ربك، فإنما هو فضله ومنّه عليك.
وقوله تعالى: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}. قال ابن زيد: (حمل أمرًا عظيمًا محاربة العرب ثم العجم من بعد العرب في اللَّه).