في هذه الآيات: إثباتُ اللَّه تعالى المعاد، وتأكيد بعث الأجساد، وذِكْرُ أهوال القيامة قبل الحساب، ومعرفة الإنسان بنفسه وأعماله واستحقاقه الثواب أو العقاب.
أ - قال سعيد بن جبير:({لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} قال: أقسم بيوم القيامة).
ب - قال أبو بكر بن عياش:(قوله {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} توكيد للقسم، كقوله لا واللَّه).
والمقصود: إثبات المعاد، والردّ على منكري بعث الأجساد.
وقوله تعالى:{وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}. قال الحسن:(أقسم بيوم القيامة، ولم يُقسم بالنفس اللوامة). وقال قتادة:(بل أقسم بهما جميعًا). قلت: والصحيح أنه أقسم بهما تعالى جميعًا، وهو اختيار شيخ المفسرين الإمام ابن جرير رحمه اللَّه.
وعن سعيد بن جبير:({وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} قال: تلوم على الخير والشر). وقال مجاهد:(تندَّم على ما فات وتلوم عليه). وقال الحسن البصري:(إن المؤمن -واللَّه- ما نراه إلا يلومُ نفسَه: ما أردتُ بِكلمتي؟ وما أردتُ بأكلتي؟ ما أردتُ بحديثِ نفسي؟ وإن الفاجر يمضي قُدُمًا ما يُعاتِبُ نفسه).