للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعلم أنها هالكة خاسرة، وفي الداهية والشر العظيم مقحمة ماضية.

قال مجاهد: ({تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} قال: داهية). وقال قتادة: (أي شر).

وقال ابن زيد: (تظن أنه ستدخل النار، قال: تلك الفاقرة، وأصل الفاقرة: الوسم الذي يفقر به على الأنف). وقال الأصمعي: (أصلها الوسم على أنف البعير بحديدة أو نار حتى يخلص إلى العظم). فنعوذ باللَّه من حال ومستقبل الكفار والفجّار.

وفي التنزيل نحو ذلك:

١ - وقال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (٣٩) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (٤٠) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (٤١) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} [عبس: ٣٨ - ٤٢].

٢ - وقال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (٢) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (٣) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} -إلى قوله-: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (٨) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (٩) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ} [الغاشية: ٢ - ١٠].

٣ - وقال تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: ١٠٦].

قال ابن عباس: (تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة والفُرْقة).

٢٦ - ٤٠. قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (٢٦) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (٢٧) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (٢٨) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (٣٠) فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (٣١) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٣٢) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (٣٣) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٤) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٥) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (٣٦) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (٣٧) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣٩) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (٤٠)}.

في هذه الآيات: إخبارُ اللَّه سبحانه عن حالة الاحتضار، وما يرافق ذلك من الأحوال والأهوال، والمرجع إلى اللَّه سبحانه والمعاد والمآل.

فقوله تعالى: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ}. كلّا: رَدْعٌ وزَجْر. قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: ليس الأمر كما يظن هؤلاء المشركون من أنهم لا يعاقبون على شركهم ومعصيتهم ربهم، بل إذا بلغت نفس أحدهم التراقي عند مماته وحشرج بها).

وقال ابن زيد: ({التَّرَاقِيَ}: نفسه). قال القرطبي: (وقيل: {كَلَّا} معناه حقًا، أي

<<  <  ج: ص:  >  >>