قال سيبويه:({هَلْ} بمعنى قد). وقال الفرّاء: ("هل" تكون جَحْدًا، وتكونُ خَبَرًا، فهذا من الخبر). فهو كما تقول: هل أعطيتك؟ تُقَرِّره بأنك أعطيته. والجحد أن تقول: هل يقدر أحد على مثل هذا؟ . وقيل:(هي بمنزلة الاستفهام، والمعنى أتى). قلت: هَلْ -في لغة العرب- للاستفهام، وقد تُصرف مجازًا إلى معاني أخرى، والأنسب للسياق هنا التقرير. قال الشهاب:(أي الحمل على الإقرار بما دخلت عليه، والمقرر بهِ من ينكر البعث).
والمرادُ بالإنسان جنس بني آدم. قال ابن كثير:(يقول تعالى مخبرًا عن الإنسان أنه أَوْجَدَهُ بعد أن لم يكن شيئًا يُذكر، لحقارتهِ وضَعفه).
وقد علم اللَّه تعالى أن جواب القوم: نعم، قد مضى دهر طويل لا إنسان فيه. فيقال لهم: فالذي أوجدهم بعد أن لم يكونوا، كيف يمتنع عليه إحياؤهم بعد موتهم؟ حكاه القاسمي.