الأرائك: جمع أريكة. قال ابن عباس:(يعني الحِجال). وقال قتادة:(كنا نُحَدَّثُ أنها الحجالُ في الأسرّة). ونصب {مُتَّكِئِينَ} على الحال. والزمهرير: البرد الشديد. قال مُرَّة الهَمداني:(الزمهرير: البرد القاطع).
والمقصود: جزاهم ربهم جنة متكئين فيها على الأسرة التي عليها الكلل، ولا يرون حرَّ الشمس ولا برد الزمهرير، بل أعذب المناخ وأروع المجلس.
وقوله:{وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا}. قال ابن جرير:(وقَرُبت منهم ظلالُ أشجارها).
وقوله:{وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا}. قال قتادة:(لا يردُّ أيديهم عنها بُعد ولا شوك).
وقال مجاهد:(إذا قام ارتفعت بقدره، وإن قعد تدلَّت حتى ينالها، وإن اضطجع تدلَّت حتى ينالها، فذلكَ تذليلها).
والمقصود: ذُلِّل لهم اجتناءُ ثمر شجرها، فقد دنت منهم أغصانها، كما قال جل ثناؤه:{مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ}[الرحمن: ٥٤]، وكما قال جلت عظمته:{قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ}[الحاقة: ٢٣]. قال ابن زيد:(الدانية: التي قد دنت عليهم ثمارها). وقال ابن كثير:(أي متى تعاطاه دنا القِطفُ إليهِ وتَدلَّى من أعلى غُصنِه، كأنهُ سامعٌ طائع).
وقوله:{وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ}. أي: وتدور عليهم الخدم إذا أرادوا الشرب بآنيةٍ من فضة وكؤوس الفضة. والأكواب: جمع كوب. وهو كوز لا أذن له، أو إبريق لا عروة له.
وقوله:{كَانَتْ قَوَارِيرَا}. قال النسفي:(كان تامة، أي كونت فكانت قوارير بتكوين اللَّه، نصب على الحال). وقيل:{قَوَارِيرَا} في محل نصب خبر كان. وقال ابن جرير: (يقول: كانت هذه الأواني وأكواب قوارير، فحوّلها اللَّه فضة. وقيل: إنما قيل: ويطاف عليهم بآنية من فضة، ليدلّ بذلك على أن أرض الجنة فضة، لأن كلّ آنية تُتَّخَذُ، فإنما تُتخذ من تربة الأرض التي فيها، فدلَّ جلّ ثناؤهُ بوصفة الآنية متى يطاف