للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ١٤. قوله تعالى: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (١) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (٢) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (٣) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (٤) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (٥) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (٨) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (٩) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (١٠) أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (١١) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (١٢) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤)}.

في هذه الآيات: يقسم سبحانه بالملائكة التي تنزع أرواح العباد من أجسادهم كما ينزع النازع في القوس فيبلغ بها غاية المدّ، {غَرْقًا} أي: إغراقًا في النزع من أقاصي الأجساد، كما يقسم سبحانه بالملائكة الناشطات السابحات السابقات المدبرات على وقوع المعاد، والقلوب يومئذ خائفة، والأبصار خاشعة، والمنكرون للحساب في حالة خاسرة.

فقوله تعالى: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا}. قال ابن عباس ومجاهد: (هي الملائكة تَنْزعُ نفوس بني آدم). وقال علي وابن مسعود رضي اللَّه عنهما: (النازعات: الملائكة التي تنزع أرواحَ الكفار). قلت: والمقصود بالإغراق المبالغة في النزع، وهو حال أرواح الكفار عند نزعها.

ففي حديث أحمد وأبي داود عن البراء -في نزع روح الكافر أو الفاجر- قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [وإنّ العبد الكافر (وفي رواية: الفاجر) إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد، سود الوجوه، معهم المسوح من النار، فيجلسون منه مدّ البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط من اللَّه وغضب، قال: فتفرّق في

<<  <  ج: ص:  >  >>