في هذه الآيات: عتابٌ لطيف من اللَّه سبحانه لنبيه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد انشغل يومًا بتكليم بعض عظماء قريش طمعًا في إسلامه، فأعرضَ عن ابن أم مكتوم الذي جاءه يسأل عن شيء من أمر دينه، وعبس في وجهه وأقبل على الآخر رغبة في هدايته، فكان العتاب تذكرة وعبرة وعظة، في صحف مكرمة مطهرة، بأيدي ملائكة كرام على ربهم، أتقياء صادقين في إيمانهم.
فقوله تعالى:{عَبَسَ وَتَوَلَّى}. قال ابن جرير:({عَبَسَ}: قبض وجهه تكرُّهًا، {وَتَوَلَّى} يقول: وأعرض). وقال القرطبي:({عَبَسَ} أي كلح بوجهه. {وَتَوَلَّى} أي أعرض بوجهه).
وقوله تعالى:{أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى}. "أنْ" في موضع نصب لأنه مفعول له، والتقدير: