قد أتاك يا محمد خبر الجموع الكافرة المكذبة لأنبيائهم، التي تجمع لهم الأجناد لقتالهم، وكيف أحل اللَّه بأسه ونقمته بهم. وفيه تسلية للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عما يلقاه من تكذيب قومه وأذاهم.
وقوله تعالى:{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ}. أي: بل هؤلاء المشركون من العرب في تكذيب شديد لك -يا محمد-، ولما جئت به من الوحي، ولم يعتبروا بما حلّ بالأمم المكذبة قبلهم من الهلاك والمصائب والدمار.
وقوله تعالى:{وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ}. أي: واللَّه تعالى قادر عليهم، قَاهرٌ لهم، لا يفوتونه ولا يعجزونه، قد أحاط بأعمالهم وآجالهم ومصائرهم.
وقوله تعالى:{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ}. قال قتادة:(يقول: قرآن كريم).
أي: بل هو قرآن عظيم متناه في الشرف والكرم والبركة، وليس كما يقولون إنه شعر وسحر وكهانة.
قوله تعالى:{فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}. قال مجاهد:(في أم الكتاب). قال قتادة:(عند اللَّه).
قال ابن كثير:(أي: هو في الملأ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل).
وقال القرطبي:(أي مكتوب في لوح. وهو محفوظ عند اللَّه تعالى من وصول الشياطين إليه. وقيل: هو أمّ الكتاب، ومنه انتُسِخَ القرآن والكتب).
تم تفسير سورة البروج بعون اللَّه وتوفيقه، وواسع منّه وكرمه عصر الاثنين ١٩ - ذي القعدة - ١٤٢٦ هـ الموافق ١٩/ كانون الأول/ ٢٠٠٥ م