في هذه الآيات: يقسم اللَّه تعالى بالفجر والليالي العشر، والشفع والوتر، والليل الذي يجري ويذهب أن العذاب نازل بأهل الكفر، وقد مضى عذاب عاد وثمود وفرعون وأهل المكر.
فقوله تعالى:{وَالفَجْرِ}. قَسَمٌ من اللَّه سبحانه بالفجر وهو الصبح، لأنه وقت انفجار الظلمة عن النهار. قال عكرمة:(الفجر: فجر الصبح). وقال مجاهد:(المراد به فجرُ يوم النحر خاصة، وهو خاتمة الليالي العشر). وعن ابن عباس:({وَالفَجْرِ} قال: النهار). قلت: والراجح الأول، وهو الصبح، كما قال تعالى:{وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}[التكوير: ١٨]. فبه يحصل انقضاء الليل وظهور الضوء، وانتشار الناس وسائر الحيوانات، لطلب العيش والأرزاق.
وقوله تعالى:{وَلَيَالٍ عَشْرٍ}. قال ابن عباس:(إن الليالي العشر التي أقسم اللَّه بها، هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة).
وقال عبد اللَّه بن الزبير:(أول ذي الحجة إلى يوم النحر). وقال مسروق:(ليالي العشر. قال: هي أفضل أيام السنة).
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: [ما العَمَلُ في أيامِ