للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث الأول: أخرج الإمام أحمد في المسند، بسند رجاله رجال الصحيح عن أبي هريرة قال: [لما حضَرَ رمضان قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قد جاءكم شهرُ رمضان، شهر مبارك، افترض اللَّه عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتُغْلَقُ فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألفِ شهرٍ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ] (١).

الحديث الثاني: أخرج ابن ماجة بسند صحيح عن أنس بن مالك قال: [دخل رمضان، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن هذا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ، وفيه لَيْلةٌ خيرٌ من ألف شهر، مَنْ حُرِمَها فَقَدْ حُرِمَ الخَيْرَ كُلَّهُ، ولا يُحْرَمُ خَيْرَها إلا مَحْروم"] (٢).

الحديث الثالث: أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [مَنْ قامَ ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبه] (٣).

وقوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}.

أي تهبط الملائكة في تلك الليلة من السماوات إلى الأرض، والروح هو جبريل عليه السلام، فهو من باب عَطْفِ الخاص على العام، وإنما يكثر تَنَزَّلُ الملائكة تلك الليلة لكثرة بركتها، وكثرة التلاوة للقرآن والذكر فيها، وكل ذلك بأمر ربها.

أخرج الطيالسي من حديث أبي هريرة مرفوعًا: [إن الملائكة تلك الليلة أكثَرُ من عدد الحصى] (٤).

وعن قتادة: ({مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} قال: يقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها). وقال مجاهد: ({مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} قال: سَلام هي من كل أمر). قال القاسمي: ({مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} أي إنَّ اللَّه يظهر الملائكة والروح لرسله عند كل أمر يريد إبلاغه إلى عباده. فيكون الإذن مبتدئًا من الأمر على هذا المعنى. والأمر هاهنا هو الأمر في قوله: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ


(١) حديث صحيح. أخرجه النسائي (٤/ ١٢٩)، وأحمد (٢/ ٢٣٠)، (٢/ ٤٢٥)، ورجاله رجال الصحيح، فهو صحيح إن كان أبو قلابة سمعه من أبي هريرة، فإنه كثير الإرسال، وله شواهد.
(٢) حسن صحيح. أخرجه ابن ماجة في السنن (١٦٤٤). كتاب الصيام. انظر صحيح سنن ابن ماجة -حديث رقم- (١٣٣٣). وله شواهد.
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري (١٥٩١)، ومسلم (٧٦٠)، وأبو داود (١٣٧٢)، والنسائي (٨/ ١١٨)، والترمذي (٨٠٨)، وأحمد (٢/ ٥٢٩)، وأبو يعلى (٢٦٣٢).
(٤) حديث حسن. أخرجه الطيالسي (٢٥٤٥) وإسناده لا بأس به، وله شواهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>