الثاني: الباقي. قال قتادة:(هو الباقي بعد خلقه). وفي رواية قال:(الصمد الدائم).
الثالث: الحي القيوم. قال الحسن:(الصمد: الحي القيوم الذي لا زوال له).
الرابع: الذي لا يأكل ولا يشرب. قال الشعبي:(الصمد: الذي لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب).
الخامس: ليس بأجوف. قال الضحاك:(الصمد: الذي لا جوف له). وقال مجاهد:(المصمت الذي لا جوف له).
السادس: لم يلد ولم يولد. قال أبو رجاء: سمعت عكرمة قال في قوله الصمد: (الذي لم يخرج منه شيء، ولم يلد ولم يولد).
وقال أبو العالية:(الصمد: الذي لم يلد ولم يولد، لأنه ليس شيء يلد إلا سيورث، ولا شيء يولد إلا سيموت، فأخبرهم تعالى ذكره أنه لا يورث ولا يموت).
السابع: نور يتلألأ. ذكره عبد اللَّه بن بريدة.
قلت: وباستقراء هذه التفاسير المختلفة ظاهرًا المتحدة تأويلًا في معنى الصمد، يتبيّن أن هذا اللفظ في صفة الباري عز وجل، هو لفظ جامع لكل صفات الجمال والكمال التي لا تليق إلا باللَّه عز وجل، فإليه يصمد الأمر كله، فهو الكامل في صفاته وأسمائه، الذي يجيب حوائج عباده، ويعينهم ويدبر أمورهُم ويرزقهم ويكشف مصابهم، ويرحمهم ويجعل لمضطرهم من كربه فرجًا ومخرجًا، فهو الأحد الصمد تباركت أسماؤه وصفاته.
وقوله تعالى:{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}. قال أبو جعفر:(ليس بفان، لأنه لا شيء يلد إلا وهو فان بائد، وليس بِمُحْدث لم يكن فكان، لأن كل مولود فإنما وجد بعد أن لم يكن، وحدث بعد أن كان غير موجود، ولكنه تعالى قديم لم يزل، ودائم لم يبد، ولا يزول ولا يفنى).
وقوله تعالى:{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} - فيه أكثر من تأويل:
الأول: لا شبيه له ولا مثل. قال أبو العالية:(لم يكن له شَبيه ولا عدل وليس كمثله شيء).
وقال قتادة فيما يرويه عن عمرو بن غيلان عن كعب: (إن اللَّه تعالى ذكره أسس