هو سنة إلهية قضاها الله في حياة الرسل وأتباعهم المؤمنين، فإن النصر ليس عن كثرة عَدَدٍ ولا عُدَدٍ، بل هو تفضل من الله سبحانه يمتن به على المجاهدين إذا رضي عن دينهم وإعدادهم.
وقوله:{وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
يعني: الحابسين أنفسهم على رضاه والجهاد في سبيله.
أخرجه الإمام أحمد والحاكم بسند صحيح عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:[النصرُ مع الصبر، والفرجُ مع الكرب، وإن مع العسر يسرًا](١).
في هذه الآيات: يخبر تعالى ذكره: أنه لما برز أهل الحق والإيمان بقيادة طالوت، لعدوهم من أصحاب جالوت، - وهم كثير، في حين كان أهل الحق بعدد قليل - استغاثوا بالله منزل النصر أن يمتن به عليهم، فقالوا:{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} يعني: أنزل علينا صبرًا وقوِّ قلوبنا على جهادهم، لئلا نفر إذا لاقيناهم. فكان النصر بإذن الله، وكذلك سنة الله تعالى في دفع الناس بعضهم ببعض ليظهر دينه وأولياءه على الدين الباطل وأعوانه.
(١) حديث صحيح. وأخرجه الخطيب في "التاريخ" (١٠/ ٢٨٧) بتكرار "وإنَّ مع العُسْرِ يُسْرًا". والديلمي (٤/ ١١١ - ١١٢). انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (٢٣٨٢)، وصحيح الجامع الصغير (٦٦٨٢).