للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وملائكته وكتبه ورسله ولم يفرقوا بين رسول وآخر، وأخبتوا إلى ربهم بالسمع والطاعة. إن الله لا يكلف نفسًا إلا ما آتاها وقد استجاب دعاء المؤمنين في ذلك وغفر لهم ووعدهم النصر على أعدائهم.

قد جاء ذكر فضل هاتين الآيتين في السنة الصحيحة، فإلى ذكر بعض هذه الأحاديث:

الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن أبي مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [من قرأ بالآيتين - من آخر سورة البقرة - في ليلة كفتاه] (١).

الحديث الثاني: أخرج الإمام مسلم عن عبد الله قال: [لما أُسْرِيَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، انتُهِيَ به إلى سِدْرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يُعْرَجُ من الأرض فَيُقْبَضُ منها، وإليها ينتهي ما يُهْبَطُ به من فوقها فيقبَضُ منها، قال: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى}، قال: فراش من ذهب، قال: وأعطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا: أُعطي الصلواتِ الخمسَ، وأُعطِيَ خواتيم سورة البقرة، وغُفِرَ لمن لم يشرك بالله من من أمته شيئًا المُقحمات] (٢).

الحديث الثالث: أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن أبي ذر قال: قال رسىول الله - صلى الله عليه وسلم -: [أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطهن نبيّ قبلي] (٣).

وله شاهد عنده من حديث حذيفة بلفظ: [فُضِّلنا على الناس بثلاث ... أوتيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من بيت كنز تحت العرش، لم يُعطها أحد قبلي. ولا يُعطاها أحدٌ بعدي].

الحديث الرابع: أخرج الإمام أحمد والترمذي والنسائي - واللفظ للترمذي - بإسناد حسن، عن النعمان بن بشير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وهو عند العرش، وإنه أنزل منه آيتين، ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاثَ ليال فيقربها الشيطان] (٤).

الحديث الخامس: أخرج الإمام مسلم في صحيحه، والنسائي في سننه، عن ابن


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٥٠٠٩) , (٩٠٥١)، ومسلم (٨٠٧)، وأحمد (٤/ ١٢١)، وغيرهم. من حديث أبي مسعود رضي الله عنه.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٧٣)، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٣١٥).
(٣) حديث صحيح. أخرجه أحمد في المسند (٥/ ١٥١)، وانظر (٥/ ٣٨٣)، للشاهد بعده.
(٤) حديث حسن. أخرجه الترمدي (٢٨٨٢)، والنسائي في الكبرى (١٠٨٠٢)، وأحمد (٤/ ٢٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>