في هذه الآيات: توحيد الله العظيم، وانتصار لقرآنه الكريم، المصدق للتوراة والإنجيل، وفيه كالكتب التي قبله هدى للعالمين، وهو الفرقان بين الحق والباطل، والناسخ لكل الشرائع قبله، والكافرون لهم عذاب أليم.
أما {الم} فهي تفيد الإعجاز، كما مضى في أول سورة البقرة.
وقوله:{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} - قد بسطنا معناه أثناء تفسير آية الكرسي.
وقوله:{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} خطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم -، بأن القرآن منزّل من عند الله كالكتب التي قبله. قال ابن جرير:(بالحق: يعني بالصدق فيما اختلف فيه أهل التوراة والإنجيل، وفيما خالفك فيه محاجّوك من نصارى أهل نجران وسائر أهل الشرك غيرهم).
وقوله:{مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْه}. قال مجاهد:(لما قبله من كتاب أو رسول).
وقوله: {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (٣) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ}. قال قتادة:(هما كتابان أنزلهما الله، فيهما بيانٌ من الله، وعصمةٌ من أخذ به وصدّق به، وعمل بما فيه).
وقوله:{وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} فيه تأويلان:
١ - قال محمد بن جعفر بن الزيير:{وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ}، أي: الفصل بين الحق والباطل فيما اختلف فيه الأحزاب من أمر عيسى وغيره) واختاره ابن جرير.