أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:[لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرّةٍ من كِبر. قال رجل: إن الرجل يحبُّ أن يكون ثوبُه حسنًا، ونَعْلُهُ حسنةً. قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكِبْرُ: بَطَرُ الحقِّ وغَمْطُ الناس](١).
في هذه الآيات: فَضْحُ سبيل اليهود في كذبهم، وتأكيد عذاب النار الواقع بهم.
قال قتادة:({أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ}، الآية، قال: هم اليهود، دُعوا إلى كتاب الله وإلى نبيه، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم، ثم يتولون وهم معرضون).
وقوله:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ}. قال الربيع:(قالوا لن نعذب في النار إلا أربعين يومًا. قال: يعني اليهود. وقال: هي الأيام التي نصبوا فيها العجل). وقال قتادة:(قالوا: لن تمسنا النار إلا تحلة القسم التي نصبنا فيها العجل، ثم ينقطع القسم والعذاب عنا، قال الله عز وجل:{وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}، أي قالوا:{نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ}).
وقوله:{فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ} أي: كيف يكون حالهم وقد سقطوا
(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٩١)، كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه.