للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده، يَجَأ بها بطنه يوم القيامة في نار جهنم خالدًا مُخلَّدًا شيها أبدًا، ومن قتل نفسه بِسُمٍّ فَسُمُّهُ في يده، يتحسّاه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو مُتَرد في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا] (١).

وفي الصحيحين عن جندب بن عبد الله البجلي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [كان رجل ممن كان قبلكم وكان به جُرح، فأخذ سكينًا نَحَرَ بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله عز وجل: عبدي بادرني بنفسه، حَرَّمت عليه الجنة] (٢).

وفيهما عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [مَنْ قَتَل نفسه بشيء عُذِّبَ به يوم القيامة] (٣).

وقوله قال: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}. يخبر الله تعالى عن مصير من عاند أمره أو خالفه عامدًا متكبرًا ظالمًا متجاوزًا غير تائب ولا أواب، بأن له النار وبئس المصير.

أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [ارحموا تُرحموا، واغفروا يُغفر لكم، ويلٌ لأقماع القول، ويلٌ للمصرِّين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون] (٤).

وقوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}. يروي ابن جرير بسنده عن مسروق، عن عبد الله قال: (الكبائر، من أول "سورة النساء" إلى ثلاثين منها).

وقد وردت أحاديث صحيحة تُعَرِّفُ بالسبع الكبائر أو التسع:

الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [اجتنبوا السبع الموبقات. قيل: يا رسول إلله، وما هنّ؟ قال: الشرك بالله، وقتل


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٥٧٧٨)، وأخرجه مسلم (١٠٩)، وأحمد (٢/ ٢٥٤).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (١٣٦٤)، ومسلم (١١٣)، وأخرجه البيهقي (٨/ ٢٤).
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري (١٣٦٣)، ومسلم (١١٠)، وأبو داود (٣٢٥٧)، وغيرهم.
(٤) إسناده صحيح. أخرجه أحمد في المسند (٢/ ١٦٥)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٣٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>