للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله قال: [قلت: يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نِدًّا وهو خلقك .. ] الحديث (١).

وفي التنزيل: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.

٤٩ - ٥٢. قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (٤٩) انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (٥٠) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (٥١) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (٥٢)}.

في هذه الآيات: ذم الله الذين يزكون أنفسهم من أهل الكتاب، ويفترون على الله الكذب، ويؤمنون بالجبت والطاغوت، ويمدحون المشركين ويطعنون بالمؤمنين، أولئك الذين طردهم الله من رحمته في الملعونين.

قال قتادة: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا}، وهم أعداء الله اليهود، زكوا أنفسهم بأمر لم يبلغوه، فقالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} وقالوا: لا ذنوب لنا).

وقال الضحاك: (قالت اليهود: ليست لنا ذنوب إلا كذنوب أولادنا يوم يولدون! فإن كانت لهم ذنوب فإن لنا ذنوبًا! فإنما نحن مثلهم، قال الله تعالى ذكره: {انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا}.

وقال الحسن: (هم اليهود والنصارى، قالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ}. وقالوا: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى}).

وقيل: تزكيتهم أنفسهم تقديمهم أطفالهم لإمامتهم في الصلاة زعمًا أنه لا ذنوب


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح -حديث رقم- (٦٠٠١)، كتاب الأدب، وأخرجه مسلم برقم (٧٦)، ورواه أحمد في المسند (١/ ٤٣٤)، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>