في هذه الآيات: ذم الله الذين يزكون أنفسهم من أهل الكتاب، ويفترون على الله الكذب، ويؤمنون بالجبت والطاغوت، ويمدحون المشركين ويطعنون بالمؤمنين، أولئك الذين طردهم الله من رحمته في الملعونين.
قال قتادة:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا}، وهم أعداء الله اليهود، زكوا أنفسهم بأمر لم يبلغوه، فقالوا:{نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} وقالوا: لا ذنوب لنا).
وقال الضحاك:(قالت اليهود: ليست لنا ذنوب إلا كذنوب أولادنا يوم يولدون! فإن كانت لهم ذنوب فإن لنا ذنوبًا! فإنما نحن مثلهم، قال الله تعالى ذكره:{انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا}.
وقال الحسن: (هم اليهود والنصارى، قالوا:{نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ}. وقالوا:{لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى}).
وقيل: تزكيتهم أنفسهم تقديمهم أطفالهم لإمامتهم في الصلاة زعمًا أنه لا ذنوب
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح -حديث رقم- (٦٠٠١)، كتاب الأدب، وأخرجه مسلم برقم (٧٦)، ورواه أحمد في المسند (١/ ٤٣٤)، وغيرهم.