للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}. قال سعيد بن جبير: (هذا تهديد ووعيد).

٩٥ - ٩٦. قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (٩٥) دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٩٦)}.

في هذه الآيات: معذرة أولي الضرر من الجهاد، وفضيلة المجاهدين على القاعدين، فالجهاد ذروة سنام الإِسلام، ويترتب عليه الدرجات العظيمة والمغفرة والرحمة، والله هو الغفور الكريم الرحيم.

أخرج البخاري في صحيحه عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي الله عنه يقول: [لما نزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيدًا فجاءه بكتف فكتبها وشكى ابن أم مكتوم ضرارته فنزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (١).

وفي الصحيحين عن البراء قال: [لما نزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ادع فلانًا. فجاءه ومعه الدواةُ واللوحُ والكتف، فقال: اكتب: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله"، وخَلْف النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن أم مكتوم، فقال: يا رسول الله، أنا ضرير؟ فنزلت مكانها: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} "] (٢).

وفي صحيح البخاري عن سهل بن سعد الساعدي: [أنه رأى مروان بن الحكم في المسجد، قال: فأقبلتُ حتى جلست إلى جنْبهِ، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أملى عليَّ: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح -حديث رقم- (٤٥٩٣)، كتاب التفسير، وانظر: "الصحيح المسند من أسباب النزول"، سورة النساء، آية (٩٥).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٥٩٤)، ومسلم (١٨٩٨)، والترمذي (١٦٧٠)، والنسائي (٦/ ١٠). من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>