للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال عبد الله بن المبارك، عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، حدثني داود بن صالح، قال: قال لي أبو سلمة بن عبد الرحمن: [يا ابن أخي هل تدري في أي شيء نزلت هذه الآية ﴿اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا﴾؟ قال: قلت: لا. قال: إنه لم يكن] (١) يا ابن أخي في زمان رسول الله غزو يرابط فيه، ولكنه انتظار الصلاة بعد الصلاة، رواه ابن جرير (٢)، وقد تقدم سياق ابن مردويه له، وأنه من كلام أبي هريرة ، والله أعلم، وقيل: المراد بالمرابطة ههنا: مرابطة الغزو [في نحور العدو] (٣) وحفظ ثغور الإسلام وصيانتها عن دخول الأعداء إلى حوزة بلاد المسلمين، وقد وردت الأخبار بالترغيب في ذلك وذكر كثرة الثواب فيه، فروى البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله ، قال: "رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما [عليها] " (٤) (٥).

(حديث آخر) روى مسلم عن سلمان الفارسي، عن رسول الله أنه قال: "رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجرى عليه رزقه وأمن الفَتَّان" (٦).

(حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا ابن المبارك، عن حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ الخولاني، أن عمرو بن مالك الجَنْبي أخبره، أنه سمع فضالة بن عبيد يقول: سمعت رسول الله يقول: "كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطًا في سبيل الله، فإنه يَنْمي (٧) له عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر" (٨)، وهكذا رواه أبو داود والترمذي من حديث أبي هانئ الخولاني وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه ابن حبان في صحيحه أيضًا.

(حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن إسحاق، وحسن بن موسى وأبو سعيد عبد الله بن يزيد كلهم عن عبد الله بن لهيعة، حدثنا [مشرح بن هاعان] (٩)، سمعت عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله يقول: "كل ميت يختم له على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه


(١) ما بين معقوفين سقط في الأصل واستدرك من (عف) و (ح) و (حم) و (مح).
(٢) أخرجه الطبري من طريق ابن المبارك به، وأخرجه الحاكم من طريق ابن المبارك به، وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٣٠١).
(٣) سقط كسابقه.
(٤) كذا في (عف) و (ح) و (حم) و (مح) وصحيح البخاري، وفي الأصل: "وما فيها" وهو تصحيف.
(٥) صحيح البخاري، الجهاد، باب فضل رباط يوم في سبيل الله (ح ٢٨٩٢).
(٦) صحيح مسلم، الإمارة، باب فضل الرباط في سبيل الله (ح ١٩١٣).
(٧) كذا في المسند، وفي كل النسخ: ينمو، وكذا في سنن أبي داود كما في التخريج.
(٨) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٦/ ٢٠)، وأخرجه الترمذي من طريق ابن المبارك به وقال: حسن صحيح (السنن، الجهاد، باب ما جاء في فضل من مات مرابطًا ح ١٦٢١)، وأخرجه أبو داود من طريق ابن وهب عن أبي هانئ به (السنن، الجهاد، باب في فضل الرباط ح ٢٥٠٠)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (ح ٢١٨٢)، وأخرجه الحاكم من طريق ابن المبارك به وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ١٤٤).
(٩) كذا في (عف) و (ح) و (حم) والمسند وفي الأصل: "مسوح بن عاهان" وهو تصحيف.