للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠٩)[التوبة].

وقد اختلف العلماء في تكفير الخوارج وتفسيقهم ورد رواياتهم، كما سيأتي تفصيله في موضعه إن شاء الله (تعالى) (١) (٢).

والمنافق المشبه بالريحانة (التي) (٣) لها ريح ظاهر وطعمها مر: هو المرائي بتلاوته، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (١٤٢)[النساء].

ثم قال البخاري:

[اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم]

حدثنا (٤) أبو النعمان (محمد بن الفضل عارم) (٥)، حدّثنا حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، عن جندب بن عبد الله ، عن النبي قال: "اقرءوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه".

حدثنا عمرو بن علي (بن بحر الفلاس) (٦)، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا سلام بن أبي مطيع، عن أبي عمران الجوني، عن جندب قال: قال رسول الله : "اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا" (٧) [عنه].

تابعه الحارث بن عبيد وسعيد بن زيد، عن أبي عمران ولم يرفعه حماد بن سلمة وأبان.

وقال غندر، عن شعبة، عن أبي عمران قال: سمعت جندبًا قوله.

وقال ابن عون، عن أبي عمران، عن عبد الله بن الصامت، عن عمر قوله، وجندب أكثر وأصح.

وقد رواه في مواضع أخر ومسلم، كلاهما عن إسحاق بن منصور، عن عبد الصمد، عن همام، عن أبي عمران به.


(١) من (أ) و (ط).
(٢) هذا حديث ضعيفُ الإسناد أخرجه أحمد (٥/ ٢٦٨)، والترمذيُّ (٢٩١١)، وابن نصر في "قيام الليل" (ص ٤١، ٤٢، ١٢٢)، وفي "تعظيم قدر الصلاة" (١٧٨)، وابن بطة في "الإبانة" (٨ - الرد على الجهمية)، والخطيبُ (٧/ ٨٨، ١٢/ ٢٢٠) من حديث أبي أمامة واستغربه الترمذي وقد اختلف في سنده فمرة عن أبي أمامة، ومرة عن جبير بن نوفل، ومرة عن أبي ذر ومرة عن عقبة بن عامرة، ومرة عن جبير بن نفير مرسلًا، فهو حديث مضطربٌ لا يصح كما قال الإمام البخاري في "خلق أفعال العباد" (٥٠٩)، والله أعلم.
(٣) في (جـ): "إلى".
(٤) البخاري في "الفضائل" (٩/ ١٠١)؛ ومن طريقه أبو بكر الكلاباذي في "معاني الأخبار" (٢٢٣/ ١)؛ وأخرجه أيضًا في "الاعتصام" (١٣/ ٣٣٥، ٣٣٦)؛ ومسلم (٢٦٦٧/ ٤).
وقد اختلف في هذا الحديث وقفًا ورفعًا، واختلف أيضًا في صاحبي الحديث والصواب ما رجحه الإمام البخاري أنه عن جندب بن عبد الله مرفوعًا، وقد أشبعت المقام تحريرًا في "تسلية الكظيم" فللَّه الحمد.
(٥) كذا وقع في "الأصول": الاسم واللقب، والذي في "الصحيح" الكنية حسب، فهي زيادة من المصنف، وكذا الترضي على الصحابي ليس في "الصحيح".
(٦) ليس في "الصحيح".
(٧) في "الصحيح": "فقوموا عنه".