للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وهو أعلم: "كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون". وذلك لأنهم يتعاقبون فينا، ويجتمعون في صلاة الصبح وفي صلاة العصر، فيمكث هؤلاء ويصعد أولئك بالأعمال، كما قال عليه (الصلاة و) (١) السلام: "يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل" (٢)] (٣).

[فقولهم: أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون من تفسير قوله (لهم) (٤): ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾.

وقيل: معنى قوله (تعالى) (٥) - جوابًا لهم -: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ إني لي حكمة (مفصلة) (٦) في خلق هؤلاء والحالة ما ذكرتم لا تعلمونها.

وقيل: إنه جواب (لقولهم) (٧) ﴿وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾ فقال: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ أي: من وجود إبليس بينكم، وليس هو كما وصفتم أنفسكم به.

وقيل: بل تضمَّن قولهم: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾ طلبًا منهم أن يسكنوا الأرض بدل بني آدم؟ فقال اللّه تعالى لهم: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ من أن بقاءكم في السماء أصلح لكم وأليق بكم ذكره (فخر الدين) (٨) (الرازي) (٥) مع غيرها من الأجوبة واللّه (سبحانه) (٩) (وتعالى) (١٠) أعلم] (١).

ذكر أقوال المفسرين (ببسط) (١١) ما ذكرناه:

قال ابن جرير (١٢): حدثني القاسم بن الحسن، (قال: حدثنا الحسين قال) (١٣): حدثني الحجاج، عن جرير بن حازم؛ ومبارك عن الحسن، وأبي بكر، عن الحسن وقتادة؛ قالوا: قال اللّه للملائكة: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾. قال لهم: إني فاعل، (وهذا) (١٤) معناه أنه أخبرهم بذلك.

وقال السدي: استشار الملائكة في خلق آدم، رواه ابن أبي (١٥) حاتم؛ وقال: وروي عن قتادة نحوه (١٦)؛ وهذه العبارة إن لم ترجع إلى معنى الإخبار ففيها تساهل [وعبارة الحسن وقتادة في رواية ابن جرير أحسن. والله أعلم] (١٧).


(١) من (ن). وفي (ك): " ".
(٢) أخرجه مسلم (١٧٩/ ٢٩٣، ٢٩٤).
(٣) ساقط من (ز) و (هـ).
(٤) ساقط من (ج) و (ل).
(٥) من (ن).
(٦) في (ك): "منفصلة"!
(٧) ساقط من (ن).
(٨) من (ج) و (ك) و (ل) و (ى).
(٩) من (ى).
(١٠) من (ل).
(١١) في (ل): "وبسط".
(١٢) في "تفسيره" (٥٩٧)؛ وفي "تاريخه" (١/ ١٠١) وطريق حجاج، عن جرير، عن الحسن جيد، وأخرجه ابن أبي حاتم (٣١٦) من طريق سعيد بن سليمان، ثنا مبارك بن فضالة، ثنا الحسن. فذكره.
(١٣) ساقط من جميع "الأصول" وهو ثابت في "تفسير الطبري".
(١٤) في (ن): "هذا ومعناه".
(١٥) في "تفسيره" (٣١٥) وهو خبر غريب.
(١٦) [أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة].
(١٧) ساقط من (ز) و (هـ).