للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصاحبا الصحيح (١) والنسائي وابن ماجه من حديث علقمة، كلاهما عن أبي مسعود (عقبة) (٢) بن عمرو الأنصاري البدري.

الحديث الثاني: (٣) ما رواه من حديث الزهري عن عروة، عن المسور وعبد الرحمن بن عبد القارئ، كلاهما عن عمر قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان وذكر الحديث بطوله كما تقدم وكما سيأتي.

الحديث الثالث: ما رواه من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، سمع رسول الله قارئًا يقرأ من الليل في المسجد فقال: (يرحمه) (٤) الله (لقد) (٥) أذكرني كذا وكذا آيةً، كنت أسقطتهن من سورة كذا وكذا.

وهكذا في "الصحيحين" (٦) عن ابن مسعود أنه كان يرمى الجمرة من الوادي ويقول: هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة.

وكره بعض السلف ذلك، ولم يروا أن يقال إلا السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، كما جاء وتقدم من رواية يزيد (٧) الفارسي، عن ابن عباس، عن عثمان أنه قال: إذا نزل من القرآن شيء يقول رسول الله : "اجعلوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا".

ولا شك أن هذا أحوط وأولى، ولكن قد صحت الأحاديث بالرخصة في الآخرة، وعليه عمل الناس اليوم في ترجمة السور في مصاحفهم وبالله التوفيق.

[الترتيل في القراءة]

وقوله ﷿: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل: ٤].

وقوله: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ﴾ [الإسراء: ١٠٦] وما يكره أن يهذ كهذ الشعر.

(يفرق) (٨): يفصل، قال ابن عباس: ﴿فَرَقْنَاهُ﴾ فصلناه.

حدثنا (٩) أبو النعمان، حدّثنا مهدي بن ميمون، حدّثنا واصل، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: غدونا على عبد الله فقال رجل: قرأت المفصل البارحة، فقال: هذا كهذ الشعر؟ إنا قد سمعنا القراءة وإني لأحفظ القراءات اللاتي كان يقرأ بهن النبي ثماني عشرة سورةً من المفصل، وسورتين من آل حم.

ورواه مسلم، عن شيبان بن فروخ، عن مهدي بن ميمون، عن واصل وهو ابن حيان الأحدب، عن أبي وائل، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود به.


(١) معطوف على قوله: "وأخرجه".
(٢) في (أ): "عتبة" بالتاء وهو تصحيف.
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) في (أ): "رحمه".
(٥) ساقط من (أ).
(٦) أخرجه البخاري (٣/ ٥٨٠، ٥٨١)؛ ومسلم (١٢٩٦/ ٣٠٧، ٣٠٨، ٣٠٩).
(٧) سبق تخريجه وذكرنا هناك أنه حديث منكر، والله أعلم.
(٨) في "الصحيح": "فيها يفرق".
(٩) البخاري في "الفضائل" (٩/ ٨٨)؛ وأخرجه مسلم (٨٢٢/ ٢٧٨).